التهابُ الزائدة appendicitis هو تَورُّمٌ مؤلم فـي الزَّائِدة الدوديّة. والزَّائِدةُ appendix هي جَيبةٌ صغيرة رقيقة أو عُضوٌ صغير يشبه الإصبع أو الدُّودَة بطول 5-10 سم (2-4 بوصات). تتَّصِل الزَّائِدةُ بالجزء الأوَّل من الأمعاء الغليظة (من الأعور cecum تحديدًا)، حيث يتشكَّل البرازُ أو الغائط؛ ولا أحدَ يعرف بالضبط دورَ الزَّائِدة، لكنَّ استئصالَها لا يؤدِّي إلى ضرر. وعندما يُصاب هذا العضوُ بالالتهاب أو العدوى، يتورَّم ويؤدِّي إلى الألم، ويُطلَق على هذه الحالة مصطلحُ التهاب الزائدة appendicitis.
يبدأ التهابُ الزائدة بألمٍ متردِّد أو متقطِّع فـي وسط البطن عادةً، وفي غضون ساعات، ينتقل الألمُ إلى الجهة السُّفليَّة اليُمنى حيث تتوضَّع الزائدة، ويصبح ثابتًا ومستمرًّا وشديدًا.
وبالضغط على هذه المنطقة أو السُّعال أو المشي، يمكن أن يُثارَ الألم أو يتفاقم. وقد يفقد المريضُ شهيَّته ويُصاب بالتوعُّك، ويمكن أن يعاني من الإسهال.
حينما يُصاب الشخصُ بالتهاب الزائدة appendicitis، مهما كان عمرُه، فلابدَّ من القيام بإجراء جراحيّ، يُسمّى استئصال الزائدة appendectomy (appendicectomy)، بأسرع ما يمكن عادةً؛ ففي حال حدوث ثُقب فيها (انثقاب الزائدة appendix perforation)، يمكن أن تتسرَّبَ محتوياتُ الأمعاء إلى البطن وتؤدِّي إلى عدوى فـي كامل الـمنطقة البطنيَّة، ويعدُّ ذلك مضاعفةً مهدِّدة للحياة. وفـي هذه الحالة، لابدَّ من غسل البطن خلال الجراحة، وكذلك الحال عندَ تَشكُّل خُراج (عدوى) مكان الزائدة. وقد يُترَك أنبوبٌ صغير (مِنزَح drain tube) فـي الجُرح للمساعدة على تصريف القيح والسوائل خارجَ البطن.
لقد انخفض معدَّلُ الوفيات الناجمة عن التهاب الزائدة بشكلٍ كبير جدًّا؛ وهو يُقدَّر حاليًا بنحو 1-2 فـي كلّ مليون حالة. وتنجم الوفاةُ عادةً عن التهاب الصِّفاق (البريتوان) أو الخُراج داخل البطن أو العدوى الشديدة بعد تمزُّق الزائدة.
من يُصاب بالتهاب الزائدة؟
التهابُ الزائدة هو حالةٌ شائعة؛ ويُقدَّر بأنَّ نحو 1 من بين كلّ 13 شخصًا يُصاب بالتهاب الزائدة فـي مرحلةٍ ما من حياته.
يمكن أن يحدثَ التهابُ الزائدة فـي أيِّ عمر، لكنَّه أكثرُ شيوعًا فـي الأعمار الصغيرة ما بين 10-20 سنة.
أسبابُ التهاب الزائدة
لا تزالُ أسبابُ التهاب الزائدة غيرَ واضحة تمامًا؛ ولكن، يُعتقَد أنَّ معظمَ الحالات تحدث عندما يسدُّ شيءٌ ما مدخلَ الزائدة؛ فعلى سبيل المثال، يمكن أن ينجمَ الانسدادُ عن قطعةٍ صغيرة من البراز أو عن عدوى فـي السبيل التنفُّسي العلويّ قد تؤدِّي إلى تورُّم عقدةٍ لـمفيَّة ضمن جدار الأمعاء. يؤدِّي هذا الانسدادُ إلى التهاب وتورُّم؛ وبذلك، يمكن أن يؤدِّي الضغطُ الناجم عن التورُّم إلى انفجار الزائدة.
وبما أنَّ الأسبابَ غيرُ مفهومة تمامًا، فليس هناك طريقةٌ مضمونة للوقاية من التهاب الزائدة.
التشخيص
عندما يشكو الشخصُ من ألمٍ بطني يتفاقم بالتدريج وينتشر عبرَ البطن، يجب عليه استشارة الطبيب فورًا أو الاتِّصال بالإسعاف؛ فقد يدلُّ ذلك على التهاب الزائدة التي يمكن أن تنفجرَ، ممَّا يمكن أن يؤدِّي إلى مضاعفاتٍ قد تكون خطرةً على الحياة.
قد يكون تشخيصُ التهاب الزائدة صعبًا فـي بعض الـمرضى، لاسيَّما لدى الأطفال والـمسنِّين والنساء فـي سنِّ الحمل. ولكن، بشكلٍ عام يكون الألمُ هو العرض الأوَّل للحالة، وهو يبدأ خفيفًا حولَ السرَّة، غير أنَّه ما يلبث أن يشتدَّ ويصبح أكثرَ حدَّةً. ويبدأ بالانتقال إلى الجزء السُّفلي الأيمن البطن، ويكون أكثرَ وضوحًا فـي هذا الـمكان. أمَّا الأعراضُ الأخرى التي قد تحدث فتشتمل على الإسهال أو الإمساك والحمَّى بدرجة متوسِّطة عادةً والغثيان والتقيُّؤ وفقدان الشهية.
معالجةُ التهاب الزائدة
فـي معظم حالات التهاب الزائدة، يحتاج الأمرُ إلى استئصال الزائدة جراحيًا بأسرع ما يمكن. يعدُّ استئصالُ الزَّائِدة appendectomy (appendicectomy) أحدَ أكثر الجِراحات شيوعًا فـي بعض البلدان، ولكنَّ هذه العمليَّةَ ناجحةٌ جدًّا. كما يُوصَى بالجراحة عادةً إذا كان هناك احتمالٌ لوجود التهابٍ فـي الزائدة، حتّى وإن كان التشخيصُ غيرَ مؤكَّد؛ لأنَّ ذلك أكثرُ سلامةً من الخطر الذي ينطوي عليه انفجارُها أو انثقابُها إذا كانت ملتهبة.
يُجرى استئصالُ الزائدة تحت التخدير العام، إمَّا بالجراحة الـمفتوحة (التقليديّة) أو التنظيريَّة. كما يمكن أن يكونَ الاستئصالُ تحت التخدير النُّخاعي أو الشوكي spinal anaesthesia، حيث تُدخَل الـمادَّةُ الـمخدِّرة عبرَ حقنةٍ فـي الظهر بهدف تخدير الجسم تحت مستوى الخصر، بالإضافة إلى إعطاء دواء منوِّم أو مهدِّئ.
إذًا، تُجرى هذه العمليَّةُ فـي كثيرٍ من الأحيان بالتنظير (تنظير البطن) keyhole surgery (laparoscopy)، ويقوم ذلك على إجراء عدَّة جروحٍ أو فتحات صغيرة تُدخَل منها أدواتٍ جراحيَّة خاصَّة. وتعدُّ الجراحةُ التنظيريَّة (بتنظير البطن laparoscopy) الطريقةَ الـمفضَّلة لاستئصال الزائدة الدوديَّة، لأنَّ الشفاءَ يكون أسرعَ من الجراحة الـمفتوحة. أمَّا الجراحةُ الـمفتوحة open surgery، حيث يُجرَى جُرحٌ واحد كبير فـي البطن، فتُجرى عادةً عندَ انفجار الزائدة أو صعوبة الوصول إليها بالتنظير.
بعدَ استئصال الزائدة، يجري إغلاقُ الشقوق بغُرز قابلة للامتصاص عادةً. كما يمكن استعمالُ الغُرَز العاديَّة التي تحتاج إلى الإزالة بعدَ 7-10 أيَّام.
خلال الأيَّام القليلة الأولى من الجراحة، من الأرجح أن يشكو الـمريضُ من ألم وتكدُّم؛ ولكن، يتحسَّن ذلك مع الوقت، كما يمكن تناولُ أو استعمال الـمسكِّنات عندَ الضرورة.
فـي الجراحة التنظيرية، يمكن أن يشكو الـمريضُ من بعض الألم فـي أعلى الكتف لـمدَّة أسبوع؛ وهذا ما ينجم عن الغاز الذي يجري ضخُّه فـي البطن خلال العمليَّة.
يَشفَى معظمُ الـمرضى شفاءً تامًا خلال أسبوعين من استئصال الزائدة، مع أنَّه لابدَّ من تجنُّب الأنشطة الشاقَّة أو الـمجهِدة لـمدَّة 6 أسابيع بعدَ الجراحة الـمفتوحة.
خلال التعافـي من الجراحة، يكون من الـمهمِّ الانتباهُ إلى الأعراض أو الـمشاكل اللاحقة (التي قد تدلُّ على عدوى، وهي الـمضاعفةُ الأكثر شيوعًا بعدَ استئصال الزائدة)، حيث لابدَّ من طلب الـمشورة الطبِّية فـي الحالات التالية:
· زيادة الألم والتورُّم فـي موضع الجرح.
· حدوث تقيُّؤ متكرِّر.
· ارتفاع درجة حرارة الجسم (حمَّى).
· خروج مفرزات من الجرح.
· ملاحظة سخونة فـي مَوضع الجُرح.
يمكن أن يؤدِّي التهابُ الزائدة، فـي بعض الحالات، إلى ظهور كتلة على الزائدة تُدعى الكتلة الزائديَّة. وتعدُّ هذه الكتلة، التي تتكوَّن من الزائدة والنسيج الدهني، محاولةً من الجسم للتعامل مع الـمشكلة وتحقيق الشفاء الذاتـي.
إذا اكتُشفَت الكتلة الزائديَّة خلال الفحص، يمكن أن يقرِّر الأطبَّاءُ تأجيلَ الجراحة؛ ولذلك يلجؤون إلى إعطاء شوط من الـمضادَّات الحيويَّة، وتحديد موعد لاحق للعمليَّة بعدَ بضعة أسابيع (من 8-12 أسبوعًا عادةً)، حيث تكون الكتلةُ قد استقرَّت. وتُكتَشف هذه الكتلة أو الخُراج من خلال التصوير بالأمواج فوق الصوتيَّة أو التصوير الـمقطعي الـمحوسَب CT. وبعدَ ذلك، يجري استئصالُ الزائدة، وفـي هذه الحالة يُطلق على ذلك اسم استئصال الزائدة الفترويّ (بعدَ فترة) interval appendectomy. وربَّما يلجأ الجرَّاحُ إلى تصريف الخُراج الزائدي قبلَ الاستئصال، وذلك اعتمادًا على توجيه التصوير الـمقطعي الـمحوسَب.
هناك بديلٌ ممكن آخر عن الجراحة الإسعافية، وهو استعمالُ الـمضادَّات الحيويَّة لـمعالجة التهاب الزائدة. ولكنَّ الدراسات لم تصل إلى أدلَّةٍ واضحة وكافية على أنَّ ذلك ينوب عن الحاجة إلى الجراحة.
جرى إعداد الترجمة وملاءمة النص مع البيئة المحلية بواسطة الفريق الطبي في موسوعة الملك عبد الله بن عبد العزيز العربية للمحتوى الصحي. وقد قامت NHS Choices بتزويد موسوعة الملك عبد الله بالمحتوى الأصلي مجاناً، وهو المحتوى الذي يمكن الاطلاع عليه من خلال موقعها على الإنترنت: www.nhs.uk . لم تقم NHS Choices بمراجعة النصوص العربية المترجمة أو المُعدلة صياغتها بما يتناسب مع البيئة المحلية، وبذلك فهي ليست مسؤولة عن محتواها بأي شكل.